دكتورة سيرين حسن
رواية تقع في 207 صفحة تتحدث عن شخص دخيل على قرية بيت النمس لا يُعرف له أصل, يتحدث دوماً عن كونه ابن سلاطين قدامى كان كل أهل القرية عبيداً لهم, ولكن الزمن جار عليهم فتم قتل الجميع ولم يبقى منهم إلا أبكر وابيه.
الزمن في الرواية يبدأ بمشهد لابن أبكر فرحان وهو يلعب مع وضحى ابنه النمس أكبر رجال القرية وكاذية ( أم فرحان) تحاول ضربه و وضحى تدافع عنه, ثم يعود بالزمن ليحكي لنا قصة بحث والد أبكر عن زوجة لابنه الوحيد في قرية بني فليم أعداء بيت النمس, وذلك بعد رفض جميع أهالي القرية الزواج من السلاطين المزعومين رغم امتلاكهم لدار كبير وراق ينم عن تاريخ ما.
ورغم انتشار الحديث عن صندوق يحوي بداخله وثائق تثبت نسبهم وأصولهم والذي ظل ذكره متردداً طوال الرواية, لكن لم يفتحه أحد ولم يعرف القارئ ولا أهل القرية إن كان حقيقياً أم ضرباً من الحكايات .
الرواية تسير بتسارع حتى نصل للغرض الأساسي منها زواج فرحان الذي يشعر فيع أبكر بالهم و الغم فهو يعرف أنه محضور عليهم الزواج من أهل القرية فكيف سيجد لابنه ذو 17لا ربيعاً زوجة؟
مكان الرواية في القرية حيث التقاليد مازالت سائدة عن الزواج المبكر للصبية و الفتيات فقد يتزوج الصبي في السادسة عشرو والفتيات في الرابعة عشرة على الأكثر.
الشخصيات:
سوف أسلط الضوء على بعض الشخصيات فقط التي كان لها تأثير كبير في القصة ومنها:
أبكر والد فرحان:
شخصية رجل يحب القصص و الحكايات فيسردها في كل مكان وفي أحلك الظروف, حيث تتأزم الأحداث يكون أبكر جاهزاً ليحكي قصة للعضة و العبرة فتقع في النفوس وتُحدث مفعولها دون أن تكون نصيحة أو حديثاً فجاً.
لكن قصص أبكر قد تخرج عن إطار الأدب و تدخل في مواضيع محرجة وغير لائقة كالقصة التي سردها في الجامع كي ينقذ الأمام الذي تورط عندما طارت أفكار الخطبة من رأسه وهذا البناء الجميل لشخصية أبكر جعل الرواية كوميدية بدرجة جميلة.
فرحان:
شاب شخصيته بسيطة, تابع لأبيه وليس له رأي فالبطل هنا شخصية سلبية على عكس ما يجب أن يكون الأبطال المتعارف عليهم ولذا سيكون البطل الرئيسي هنا هو أبكر ويكون فرحان هو البطل المساعد.
وضحى:
ابنه النمس ومحبوبة فرحان, مراهقة قوية الشخصية.
النمس:
زعيم القرية, ظالم, متسلط, له رأي مسموع في القرية, يبحث عن مصلحته في كل شيء.
الأرملة:
امرأة لعوب, سيئة السمعة, تتلاعب بفرحان والنمس لتسير حياتها.
الموضوع الأساسي كما هو واضح من العنوان هو زواج فرحان الذي يحرم عليه الزواج من قريته بيت النمس ولذا يذهب للقرية العدو اللدود بنو فليم ليتزوج لكنه يفشل في اختبار زواج ويخاف من الأفعى و يهرب وهنا نلاحظ مفعول كرة الثلج حيث تتسارع الأحداث و تكبر بطريقة مضحكة, فنجد الشخصيات تتخيل ما قد يحدث بسبب حدث بسيط وهو إشعال بعض المشاعل في القرية, و الذي فهمه كل طرف حسب هواه, فأوقد بدوره النار و أشعل المشاعل التي امتدت للقرى المجاورة, وتتفاقم الأمور فعلاً وتكبر كرة الثلج و تتعقد بتسارع جميل لا يترك للقارئ فرصة للراحة أو ترك القراءة, فيتورط النمس و يعطي فرحان فرصة اختيار زوجة كتبرير للدولة عن سبب كل الجلبة التي حدثت و إطلاق الأعيرة النارية والمشاعل, ويكون لفرحان فرصة الاختيار, فيختار وضحى و تكون صدمة للنمس الذي وضع قانون عدم زواج فرحان من القرية وإذ به يختار ابنته, ثم يتم حبك المكائد بطريقة جميلة ضد فرحان بواسطة الأرملة والنمس, وتصبح الكرة أكبر حينما يأتي صديق النمس الغني ليزوج ابنه لابنة النمس وتزداد كرة الثلج حينما تأتي الشرطة و يتوقع الشرطي وقوع جريمة بسبب غضب قلوب المحبين التي يفرقها الظرف والمكائد, فيتوقع الشرطي أن يُقتل النمس أو فرحان لكن المفاجأة الجميلة حينما يكون المقتول الأرملة, وتدور الشكوك حول فرحان الذي كان على علاقة سرية بها, وعلى وضحى التي زارتها لتظهر الحقيقة ويتم اتهام والد وضحى ويُخذ النمس للسجن, وبعدها نشعر بأن كرة الثلج قد توقفت لكننا ما نلبث أن نرى كرة ثلج أخرى حينما يأتي الخال لتزويج ابنه أخيه لفرحان وكيف سوف يستقبلون الضيوف وكيف سوف يطعمونهم, ولا يتمالك القارئ نفسه من الضحك وهو يعيش تفاصيل الوليمة وتعاضد أهل القرية لتوفير طعام لائق للضيوف.
ثم تتوقف كرة الثلج أخيراً ليتم زواج فرحان ويدرك القارئ أن فرحان قد حاز هدية ربانية أو معجزة رغم كل الظروف وتزوج من ابنه اكبر رجل في القرية بعد أن كان مستبعداً من قائمة كل بيوت القرية.
ويبقى اللغز الذي لف الحبل حول أعناق كل أبناء القرية, والذي كان سبباً في حيرة القارئ هل هناك حقاً أوراق ووثائق تثبت أن فرحان حفيد سلاطين وأن بيت النمس جميعاً كانوا خدماً وعبيداً لأجداده؟؟ لا أحد يعلم هل هي موجودة ام لا قد تكون قصة من قصص أبكر لكنها حتماً حققت المراد في الرواية وتركت لنا هذا السؤال مفتوحاً.