صابرين الحسني – شاعرة يمنية
كنتُ مرة شجرة، داكنة، عنيدة، شجاعة، إلى أن كسرتني قطرة روتني عن صمود وعن وطنية.
حين تنادم هذه العادة فإنك ” تشيد العالم فينهار ثم تشيده فتنهار أنت ” كذلك كما قال (هيمنغواي)
ستعتاد الندم بسخاء كل ما ستفكر به سيهرع لخارج الأوان .
في العالم المنحط سيغطي الذباب خيالاتك وتغطي – كما قالوا – جدعك عن زنه لتتعرى بنفسك أو بفعل فاعل.
ستقول نعم، كثيرا فاللحديث رواة وللرواة أفواه وللأفواه ألسنة وللألسنة ما تشاء من الأكاذيب .
بسرعة ضوء ستبتلعك حيرة وهكذا سينفذ لك الضوء لأنك محطم، هكذا تقودنا الأكاذيب هذا جسد يسمح بمرور الضوء… ستصدق ذلك!
وأكف بعدها من السؤال عني ؟
أي مكان سيتسع لأدس فيه جسد معتم مصنوع _ كما قالوا_ عاتما للضوء.
سأبحث عما كنته من ذكرياتي في حدود الله
أين سأقتفي أثري؟
سألت الرجل الذي سال ظله من آخر حدثٍ للمعارضة .. من انتزعني؟ .
فأنا بكل هذا العنت .. سأرتمي بين ذراعي أولئك الذي شهدوا حياتي في الماضي .
لن أرغب بأي شكل سأحب شكلي الذي لا يمثل أي هيئة تدعو للسلام سأحب شكلي القادم من رجل سال ورمم ثقوبي.
وحين أصبح لُطخة من مسقط رأسي … لطخة تكفي – كما قالوا- لدس قصيدة تخبر الذين امسوا متاحين لغرغرة المنجاة
أن المدينة النائمة على الشاطئ برغم كل جداول الضرب رغبت بنا .
أخيرا … أخيرا ستكتفي بمعرفة أن أسوأ ما تخشاه قد تحقق وأنت تفك شفرة لطخة .