محمد حسين هيثم
هذه الرأس
طارئة
لا معنى لها
هذه الرأس
ثمرة
أم طائر
أم طبق معدني
أم قصيدة نثر.
هذه الرأس
لا أعرف حتى كيف تستخدم
غير أنني كل يوم
أطور طرقاً للحفاظ عليها.
هذه الرأس
رأسي
ولقد استحققتها بجدارة
-لم يقل لي أحد لماذا-
لكني استحقها فعلاً
لأنها رأسي
وعليَّ أن أقطع بها
أطول مسافة ممكنة
أن أمضي بها بعيداً
قبل أن تسقط من تلقاء نفسها
هذه الرأس
قد أحصد من جرائها جوائز كثيرة:
*سلة كبيرة من الأحفاد
*وشاحاً مطرزاً بالحكمة
*سوارين ذهبيين من الطمأنينة
*نظارات للتذكير بالأذنين
*عصا لممارسة التعثر بإتقان
*طقماً صالحاً لعدم المضغ
*بروستاتا أسطورية
للعب البنج بونج مع الجدران
قد أحصد هذا كله وأكثر
إذا عبرت برأسي سبعين شمساً فقط
ربما تنتهي صلاحيتي عندئذ
ربما لا أكون هنا أو هناك
ولكن يا للمجد
أكون قد عبرتُ
عبرتُ مع الكثرة
عبرت مع الجموع
ولم أنخدع بالاستثنائيين
أولئك الذين لا تهمهم رؤوسهم
ولا يستحقونها
مثلما استحق رأسي.
هذه الرأس
أطور كل يوم
طرقاً للحفاظ عليها
فأنا لا أرفعها مطلقاً
ولا أتطلع إلى السقف والجبل
لئلا يكتشفها أحدهم
وحين أنام
أسد بأحكام كل منافذها وشقوقها
للتخلص من الأحلام والبعوض
وأغطيها بكل ما تقع عليه يدي
بالقبعات والكوافي والشماغات
بالخرق والقراطيس والجرائد
بالتمائم والبخور والأحذية.
خوفاً من الشمس والبرد والحسد
وأغمدها بقوة بين كتفي
وأرفع ياقتي
حتى
لا تسقط
من
في
الزحام
بسبب صفعةٍ خاطئة
من شرطي
تأخر راتبه الشهري.
هذه الرأس
استحقها بجدارة
وأطور كل يوم
طرقاً للحفاظ عليها
رغم ذلك
من يضمن لي
أن أحدهم لن يأخذها:
لمزاجه
أو لإكمال مجموعته
أو لمجرد الترويح عن النفس
أو للتغيير فقط
أو حتى من باب الاحتياط
من يضمن لي
أن أحدهم
لن يفكر بإعجاب:
يا لهذه الرأس
يجب أن نرفعها
أن نعلقها عاليا
ليراها الجميع.
شاعر يمني