الشاعر الطاهر زوايمية
أفتِّشُ عنِّي
أفتِّشُ عنِّي
وبيْن دُرُوبِ المنَافي يُسَابقُ
خُطْوي القَصِيدَهْ
فَيَقْبِضُ طيْفَ المُريدِ
وطَيْفَ الرُّؤى
عِنْدَ أنْفَاسِي الشّرِيدَهْ
أفتِّشُ عَنِّي
أصَافِحُ
عِنْدَ الِّلقَاءِ المَدَى
أُلامِسُ صَوْتَ الأنينِ
أَضُمُّ الفرَاغَ
الذِي كنُتِ فِيهِ
وكانَ نَشِيدِي
أبوحُ لعَشْتَارَ حُبّي
أروّضُ مَاءَ الحيّاةِ
فَلسْتُ أشِيلَ
الّذي يحتويهِ الخُلودْ
ولا فيّ ثُلثٌ سَماويُّ
حتّى أراوغَ
لحْظةَ مَوْتي
عندَ مِيلادِي الجَدِيدْ
أفتِّشُ عنِّي
وبَينَ الرّمادِ
فؤادٌ يُجدّدُ نبْضِي إ
ذا مَا احْتَرَقْتُ
مِنَ الحُسْنِ
كُنْتِ تبَثينَ
فيَّ جَمِيلَ النّداءْ
أفتِّشُ عنّي
وقد ضَيّعتني المسَافاتُ
بَينَ زويا القَمرْ
أُمَشّطُ شَعْرَ الشُّمُوسِ
التي رَاوَدَتْني وعنْد الجَحِيم
أعودُ إليكِ
إلى دَهْشَتي
مِنْ عَذابَاتِ هَذَا الفِرَاقْ
أفتِّشُ
عَنْ سُنْبُلاتٍ
تنَاسَتْ بيَادِرَ
قَلبي ولمْ تتذكّرْ
غِناَء الرّفاقْ
أفتّشُ
عَنْ لحَظَاتٍ
إليهَا أمُدُّ جُذورَ النّخِيلِ
وأزْرَعُ في الحَرْف
كُلَّ الصّهيلِ
وأبْذرُ
عِبْقَ النّشيدِ
بأرْضِ الجلِيلْ
أفتش عَنِّي كَمِثْلِ نبيِّ عَصَايَ حُروفٌ
تهُشُّ الجَحِيمْ وبيضاءَ
وبيضاءَ هذِي اليَمِينْ
تَشُقُّ النَّسيمْ
وَلي مِنْ حُروفِ البَيَانْ لِبَاسٌ
تغارُ الطواويسُ مِنْهُ
وسِرْبُ الحمَامْ
أفتِّشُ عن بَابِلَ السِّحْر
كيْ انتشِي بحرْفٍ بِهيِّ يَرومُ السَّلامْ
أفتِّشُ عن رايةٍ
قيْلَ كَانَتْ هُنَا بَيْنَ الكُتُبْ
ولكنَّهُمْ ضَيَّعُوهَا بِريفِ حَلَبْ
وَعَنْ هَمَسَاتِ الحَنِينِ
بمَسْجِدِنا الأمَوِيِّ
تُدَاوِي الجِراَحَ وكُلَّ العَطَبْ
وعَنْ سَاعةٍ
كَانَتْ تنوسُ
بِرِدْفٍ ثَقِيلٍ
كَصَخرٍ يقُولُ العَجَبْ
وآخَرَ كالمَاءِ
يجْري ويتقنُ رَسَمَ النَّسبْ
أفتِّشُ عَنِّي
كَصَقْرٍ
نفَاهُ النّخيلُ
وأبقَى جَنَاحًا
يَهُزُّ عَبيرَ
الرُّصَافَةِ
دُونَ غَضَبْ