من نزوح إلى نزوح
ضَرب الألم على الصدر أنه مُغادر
ألم مراوغ يناور
كي يترك في القلب
وطناً لجرح مفتوح
من نزوح إلى نزوح
لا امتطي وهم
لا أقرأ الشعر
لا أنادي حلم
أطوي بين ضلوعي الانين
ألقي المعرفة في قوارب التهجير
أُغَيّر المحطات الإخبارية
أختصر الطعام
اختلس النوم
بعد النزوح من عام الى عام
تَلِفت تلافيف دماغي
تحت وطأة الشمس
تهالكت خطواتي..
تقلّصت أفكاري ليلاً
من برودة أطرافي المبتورة
أفكار لااكتمال فيها
نهاية ما تَمّت البلوغ
عام بعد عام
سقطت كل أوراق التوت
الإيمان.. الصبر.. الآمال..
ارتحلت مع سيلان الأثام الجارفة
من نزوح إلى نزوح
جعلوا من الخيمة وطناَ!
من نزوح إلى نزوح
صارت الأفكار أوطان
والأوطان واحة لأشجار عارية
اُبتلعت أوطاننا
اقتلعونا من الجذور
من نزوح إلى نزوح
تَبدَّلت الأوطان
إلى شهقات الدهشة
لا فرق بين العجاف والرخاء
من نزوح إلى نزوح
ضاقت الأعمار
تمددت بالإعمار
الإعمار..
بناء يطال السماء شاهق
أساسه تلة من الرمال
وتلة من الرماد الساخن!