زياد السالمي
(1)
وأنت تسير في صنعاء
ثم حكايٌة بين الرياشين الصغيرة تلك
والقمر الذي لم ينتصف
يكفي هنا :
لم تغف بينهما ( القمرَّية )
الحال الذي يبدي انسجام الرمل والنار
اشتباه الحالتين
كما ابتسام النار للرمل
ائتلاف لا يجيء سوى هوائِّي التأود
ظل آلهٍة يحط رحاله سطرًا من الإعجاب
أو ضوءًا من الخطوات في عينيك أو قبس الخيال
تسير ..
لكن انتفاء الذهن لا يذكي التأمل
أو يعار لها انتباه .
(2)
وأنت تسير في صنعاء
ثم حكاية أخرى مع الأبواب
توحي بالتفاؤل
سبعًة عنها يقال كجنة الفردوس ..
أيضًا بالتطير
منُ مسمى كل بابٍ يقتضي حذرًا تروي زائريها
واختيار الباب والشكل المناسب للدخول
السبعة الأبواب والقصص القديمة
دهشتان على غٍد يرنو إلى أطلاله
لكن ثم تساؤلاً ما زال
في رأسي يرن أسًى
كأجراس الكنيسة
عن علاقتها بإخوة يوسف الصديق
في ريحين
واحدٌة تحاول
– دون صب الماء –
لبس قميص ذي النورين
والأخرى تحاول
– دون منح الماء –
أن تبدي بها ظمأ الحسين …؟
(3)
وأنت تسير في صنعاء
ثم حكايٌة أزلَّيٌة بين المدينة والقرى
كإشارٍة لا بد منها
أو كحٍد فاصٍل بين الكهولة والطفولة ..
بين ناٍي هادٍئ اختص بالحفلات
والرقص السريع المستقي أنغامه
من لا شيء غير صدى الطبيعة ..
بين هندمة الجلوس
وبين من لم يلق بالاً للحضور ..
كذا المواعيِد المعدة مسبقًا
والصدفة الأبدية الملقاة من رحم البساطة ..
والمحاذاِة المموهِة المعالم والحقيقة ..
بين منتظٍر بخشيته
وبين مغامٍر يمضي بلهفته إلى المجهول ..
بين الاحتمال المنطقِّي الأيدلوجِّي
وبين برهنة السليقة ..
بين أفلام الخيال
وبين أشجان النجوم ..
وشاشة التكنولوجيا ومعاول الوديان ..
ثم إشارٌة لا بد منها أو كحٍد فاصٍل ..
لكن أمرًا ما تراوح
بين أحذيٍة تلوح كواجهاٍت للمدينة
إنما كحكاية لا تنتهي فعلاً
وبين قرًى تكللِت الجبال بشوكها
كحكايٍة لا تنتهي فعلاً
(4)
وأنت تسير في صنعاء
هل لاحظت شيئًا ..
ملمحًا مثلاً ..؟
رصيفًا هادئًا..؟
أملاً ..صباحًا ..؟ أَّي شيٍء ..؟
يستحُّق الابتسامة
هل وجدت سوى الصداقة
من تشاطرك اغترابك ..؟
ربما ستقول : لا
لكن ثم حكايًة أنقى من الذكرى
وألطف من حنان الحب
أشجى من رحيق الورد
تبدو في شجونك :
إن يكن ” لا بد من صنعاء ”
سوف تكون صنعاء القديمة
أول الدنيا وآخرها
تعيد لك التأمل في أزقتها
وتلبسك السكينة
هكذا تمضي وتقبض قبضًة من رملها
وتعود نحوك مستريحًا
من فراغ الريح والليل الذي
يحظى بكل حرارة الترحيب
من أسمنت صنعاء الجديدة
حينها ستعود تحلم مرًة أخرى
وتحلم مستمرًا بالمسير .
***********
وأنت تسير في صنعاء
ثم حكايٌة أزلَّيٌة لا تنتهي أبدًا
#من_اخترت_هذا_المجاز
#زياد_السالمي
ربما …!!
عالٌم من نقيض الحكايات لا تنتهي
ما تقول به الآن ليس كلامك بعد قليٍل
كما ليس مثل كلامك قبل
وإن يكن الفارق الزمنُّي أقل
ستدرك سر اختلافك فيك
كوحدك ليس وحيدًا
كأنك حال ارتباكك
كوٌن من الكائنات تجول
على طرٍق متباينٍة
إنما عامرًا بالأقاصي تحاول
من دون جدوًى ترِّتبها واحدًا للحلول
كأن انشغالي بصمتك عنك عزائي لك الآن
في عالٍم من قطار الحكايات لا ينتهي
ربما كان سخريًة قبل
أو ربما بعد ذلك يعني الفضول
نعم قلت أو ربما العكس يبدو كذلك
لكنه قد يكون تغَّير أيضًا هنالك ما سأقول
ستدرك ما بين وقٍت وآخَر
لو كنت من كل هذا الضجيج بريئًا
حقيقة صمتك عند الوصول
فقط رِّمم الجرَح
وادرْك بأنك أكثر
في عالٍم كالحكايات لا تنتهي
أو يزول ..